بحث

هل أنت في وطنك ومازلت تعاني من الاغتراب؟

كتير من الناس يظن أن الاغتراب فقط أن تغادر خارج الوطن للبحث عن لقمة العيش أو حتى حياة أفضل من المستوى المعيشي الآني، وكما تغنى الكابلي في غربته بصوته ولحنه البديع: غريب والغربة أقسى نضال غريب والغربة سترة حال قريب وبعيد حضور وزوال دا روم الاصلو ما بنقال تراقب في المجرة زوال عيونك ما عيون أجيال هناك آخرون يفهموه حتى أنه من الممكن وأنت بداخل السودان إذا فارقت مراتع الصبا ومسقط الرأس وساقتك ظروف الحياة والعمل لمكان آخر بعيد عن المكان الذي ترعرعت فيه. وللبعض هو إحساس داخلي يحسونه في حالة عدم شعورهم بالانتماء لما حولهم. الاغتراب في ما يخص الإنسان العامل وحسب الفلسفة المادية التي عبرها يستطيع الإنسان تحليل واقعه وفهمه والعمل على تغييره له تفاسير عدة تظور من مفهوم وتعريف هيجل له إلى مفهوم أصبح رئيس وأساسي في المادية الجدلية وكأحد الظواهر الجانبية للصراع الطبقي وتعريف لجزء من معاناة القوى العاملة كمعاناة نفسية مضافة إلى المعاناة الجسدية والحياتية اليومية. في السطور التالية وأتمنى أن يكون بصورة مبسطة غير مخلة سأجتهد في تعريفه وذكر أنواعه وربطه بالواقع السوداني واليومي لنا جميعا بالرغم من أن الموضوع مغرٍ جدا للكتابة فيه بتبحر فلسفي ربما نعود له في وقت لاحق. الاغتراب أربعة أنواع بحسب التعريف الجدلي له الذي طورته المادية الجادلية عبر فلاسفتها من مفهوم هيجل الطوباوي ١- اغتراب الإنسان عن ذاته بمعنى أنه بسبب طبيعة رحى رأس المال التي تطحن الجميع وتستخدم جهد العمل كسلعة بدل أن يكون العمل نشاط اجتماعي يستخدم لتحسين وتطوير المجتمع يصبح أداة للإنسان ليغترب عن ذاته، فيكون في حالة اغتراب داخلي سببه قيامه بعمل ووظيفة لا يعبران عن رغباته ومهاراته و لا يعودان عليه بما يراه نظير مكافئ كم من إنسان كانت رغبته أن يكون أستاذ ومعلم نشء يعلم أجيالاً اضطر يدرس محاسبة ويعمل محاسباً في شركة في كل يوم الصباح يلعن سلسفيل اليوم الذي هداه لذلك سبيل ليكون تحت رحمة إنسان آخر لا لشيء إلا لأن مرتبات المحاسبين وفرص عملهم أفضل من مرتبات الأساتذة في ظل دولة لا تحمل لك شيئا سوى ما حمله بابلو اسكوبار للناس أن يطيعوه طاعه عمياء أو يواجهوا نار رصاصاته. ٢-الاغتراب داخل عملية الإنتاج نفسها بمعني العامل حين يكون مجبوراً على وظيفة لا ترضي رغباته فقط وإنما هي أقل من مؤهلاته ولكنها المتاح وظروف الشغل رغم صعوباتها وعدم أمانها مهما كانت يوافق عليها لإرضاء حاجات إنسانية أساسية بدل أن يكون ملتزماً بواجب العمل لإرضاء الشغف والذات ونهم التطور الإنساني وأن يكون مفيداً للمجتمع لأن أساسياته من المفترض أن قد غطتها الدولة عبر جهازها الذي اختاره هو كإنسان. فكم وكم رأينا شعراء وفنانين قد قضوا في مصاهر الحديد والصلب وحفر المناجم البلدية يعملون ليتقوا شر العوز. ٣-الاغتراب عن منتجات العمل بمعنى أن العامل قد ينتج الشيء ولا يمكنه استخدامه مهما عمل لأن عدد ساعات العمل التي يبيعها لا تشتري له ما ينتج من منتوجات، وأبسط مثال هل تظن أن العامل الذي يعمل على ماكينة الدجاج المشوي للزبائن قادر في نهاية اليوم على أن تتعدى مشترياته أحيانا سندوتشات طعمية لأطفاله، أم هل ظننت أن كل العاملين في الحقل الصحي قادرين على أن يهبو أنفسهم أو ذويهم نفس مستوى الرعاية الذي يوفرونه للمقتدرين عبر مرتبات لا تكفي حتى لأساسيات الحياة. ٤-الاغتراب عن الوجود البشري حيث تكون عملية بيع ساعات العملة الطويلة كافية لتخلق قطيعه بين العامل وباقي الوجود البشري وأن لا يستطيع حتى أن يتفاعل معه بالقدر الكافي. هل تظن أن جارك أو قريب لك هم في قطيعه اجتماعية معك وباقي الأسرة والأصدقاء أم أنهم في دوامة أكل العيش لا ينعمون بوقت للتواصل الاجتماعي والترويح النفسي؟ لقد أورد الفلاسفة أن هذه الظاهرة موجودة ليست فقط في الطبقة العاملة كناتج ثانوي عن الطحن بين ضروس الرأسمال إنما هي موجودة كظاهرة أيضا في طبقة الرأسمالية نفسها لكن القطيعة الاجتماعية بينهم وبين الوجود البشري أو تجمد المشاعر إلا من مشاعر تنتج مصالح ذاتية أو مادية يعتبرونه نقطة قوة وليس نقطة ضعف ويستغلون به الآدميين بكل قسوة. مفهوم الاغتراب مفهوم محفز للكتابة الفلسفية عنه لذلك قد نلتقي مرة أخرى في مقال يتحدث عن هذا المفهوم بصورة فلسفية أعمق إلى ذلك الحين من عمق الاغتراب بأنواعه الأربعة نلتقيكم وكما قال داميان مارلي بين ما تريد وما ترغب انت تعمل لتغطي فواتيرك من المحزن رؤية طاحونة العبيد القديمة مازالت تطحن بالرغم من انها تطحن ببطء What you want and what you will Working for your dollar bill Sad to see the old slave mill Is grinding slow, but grinding still Walking home, ah you gets killed Police free to shoot at will Sad to see the old slave mill Is grinding slow, but grinding still Nine to five you know the drill Weekends are a shawty thrill Sad to see the old slave mill Is grinding slow, but grinding still

https://www.medameek.com/?p=103162…جميع الحقوق محفوظة لصحيفة مداميك، لقراءة المزيد قم بزيارة

Table of Contents

Share in

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Email
Related Post