نبدأ النوتة دي بصوت نقد ونشاز يرفع حساسية التنبيه لدى المتلقي، إما أثار فيه استجابة موضوعية أو عاطفية أو مرق من المتلقي مروق السهم من الردية. في سرد الجدل حول جوهر مقصود النوتة نبدأ بالخلاصة ونعود القهقري لمعرفة كيفية التوصل لها. في عموم خلاصات الإنسانية من التاريخ وقراءته ومراقبة تكراره لنفسه نجد أن التحرر الإنساني هو الخلاصة التي يسعى لها العديد في المجتمعات الإنسانية، ولكنه كخلاصة تاريخية لم ولن يتم عبر التسويات التي يرعاها: ١- طبقة صغار التجار والأفندية المستفيدين من سيطرتهم وسطوتهم الاقتصادية على طبقات ومجموعات إنسانية أخرى ضمن نفس مجتمعهم الذي يعيشون فيه في سعي واضح من صغار التجار والأفندية للوصول إلى مراكمة ربح على مستور القوى الرأسمالية في المجتمع. ٢- القوى العميلة بمعنى القوى التي ترتهن في قرارها للخارج أو تنبني مصالحها حصرا على المصالح الاستعمارية اقتصادية كانت ام ثقافية. وإنما يحصل التحرر بالساعد الكوني وخطى العمال والفلاحين والمثقفين العضويين الثوريين الشرفاء نساء ورجالا، وبقليل من “القوى العاملة غير المنتجة وغير المفيدة” تم شرحها باستفاضة في مقال (تسعه طويلة على صحيفة مداميك) إن فلحنا في تنويرها ما لم تستقطبها الثورة المضادة بالمال والمحفزات كما يحدث الآن، ويطلق عليها أيضا “البروليتاريا الرثة” باختصار هي غير طبقة القوى العاملة المنتجة صاحبة المصلحة والوعي للتغيير وأيضا غير – القوى العاملة غير المنتجة وغير المفيدة والتي تعرف باسم البروليتاريا الأولية – المهادنة مع البرجوازية الصغرى في سعيها للانضمام لها . هنا يستوقفنا سؤال- من يوقف عملية التحرر؟ أجهزة الدولة دائما رضينا أم أبينا هي أداة سياسية تستخدمها الطبقة المسيطرة “أيا كان شكلها ” للحفاظ على سيطرتها الطبقية والنفعية، أما الحراك الثوري ممثلاً في حزب أو مجموعة أو كيان ثوري، فهو الأداة السياسية التي بها وحدها تتمكن الطبقة العاملة المنتجة الثورية من التحرر والفكاك من هذه السيطرة الطبقية الاستعمارية والمدعومة من الإمبريالية العالمية لتحرير البنية الاجتماعية من كل سيطرة طبقية. حين يصير الحراك الثوري ممثلا بمجموعه أو قيادة أو كيان أو قل حزب يدعي الثورية حين يصير منظما [جهازا يتبع التعليمات العليا فقط ولا ينتج حلول للواقع نتاج تحليل الكيان ككل] وده ممكن في شروط تاريخية محددة زي قحت ديسمبر أو ما تلاها من إصدارات قحتية. تحديدا حينها وحينها فقط {يختفي الاختلاف الطبقي والنوعي الذي يميزه، من حيث هو أداة هدم ثوري، من أداة الممارسة السياسية للطبقة المسيطرة، فيلجم بذلك تطور العملية الثورية نفسها}، ويبقى فرقه من أجهزة الدولة زي “فرق المديدة من العصيدة” بل ويسهم في تثبيط الحراك الثوري ببيروقراطية وانحياز قياداته ذات السلطة المطلقة إلى مصالحهم الذاتية أو الطبقية. نأتي هنا إلى سؤالين الأول لماذا؟ والثاني الا ذا ماذا؟: لماذا وضع الحراك الثوري في جهاز من الممكن أن يقتل الحراك الثوري ويحوله إلى أداة هدم؟ لأن التنظيم الثوري للطبقة العاملة والجماهير المستفيدة من التغيير لا يكون بوضعها في جهاز يولد فيها جمود واستلاب تجاه قيادات ورضوخ للبيروقراطية، التي تكون أول نتائجها إعاقة حركتها الثورية، وبدأها أي الجماهير في تبرير كل خيارات القيادة البيروقراطية بدعاوى عدم شق الصف، وهذا ما قد يستسيغه بعض المصابين بعقدة الإله ويستمرون في فرض رؤاهم الانتهازية على الجماهير. هل تكوين الجهاز أو الجسم أو كيان أو الحزب الثوري من الممكن أن لا يؤدي إلى جمود الحراك؟ نعم يمكن ذلك إذا: حرص على تحرير طاقة الجماهير الثورية من مختلف الأجهزة الأيديولوجية أو السياسية التابعة للطبقة المسيطرة والمستفيدة من العلاقات الاستعمارية أو التي خلفتها تباعا منذ بداية فترة ما بعد الاستعمار مرورا بالعولمة حتى الآن. وعلما أن القوة الوحيدة المحررة لطاقتها الثورية هذه هي القوة التي تتسم بتجرد ونزاهة جهازها لا قيادتها فقط أو حزبها الثوري، ونقصد هنا عقلها الجماعي الواعي بحقوقه المنظم لصراعه الطبقي، المنحاز دوما لقوة الجماهير لا مستغلا لها، المنضبط في تناوله لقضايا الحراك ومسبباتها ومستعينا برد الفعل الثوري لا مستكينا راضخا للمحاور العالمية والانتهازية الواعية في صفوفه المدعوم بقاعدة جماهيرية حقيقية على الأرض بنته وتسهم في تغذيته وتطويره ومحاسبته وتقوده ليترجم أمانيها. هذه النوتة النشاز إهداء لكل من ظن أن تقديم التنازلات فوق دماء الشهداء ممكنة أو يمكن تبريرها وإهداء لمن يساندوهم من أعداء الأمس لفرض تسويتهم التاريخية خالقين ظروفا حياتية خانقة خانقين بها المواطن ليرضخ. إن التغيير الذي نرتضيه لهو تغيير يجتث ممالك سيطرتكم على معايش المواطنين وأفكارهم وقناعاتهم تغيير يستطيع هدم القباب التي بنيتموها فوق بعض القوانين والممارسات لتكسبوها هالة من النقاء وهي آلة للرق تغيير يحم القائم ليبني مكانه الممكن وبعضا من المستحيل.
https://www.medameek.com/?p=101454…جميع الحقوق محفوظة لصحيفة مداميك، لقراءة المزيد قم بزيارة