بحث

تغبيشُ الوعي صنعةٌ وليس صدفة (الأخير)

طرق تغبيش الوعي: تؤكد هيمنة الطبقة الحاكمة نفسها بطريقة تجعلها قادرة على جعل قيمها ملزمة عالميًا، بحيث يتم تبنيها واستيعابها من قبل المحكومين، والمستغلين على أنها قيمهم الخاصة. وهذا ممكن فقط طالما تم الحفاظ على المظهر بأن المصالح المتضاربة للطبقات يمكن التوفيق بينها في إطار مصلحة مشتركة. وكلما كان العنف والإكراه أقل وضوحًا، كان حكم رأس المال أكثر أمانًا تحقيقا لهذه الغاية، يتم إنفاق قدر كبير من المال والجهد على التحقيق في الآليات التي تؤدي إلى تدمير الوعي الطبقي وتشوه النفس وعجز الناس واندماجهم. ويتم ذلك عبر الحصول على عنصر قوي في تكييف الناس وهو الخوف يتم الترويج لتقليص الحقوق الديمقراطية من خلال القوانين واللوائح الجديدة على أنه وعد بالأمن في مقابل انفراط عقد الامن ضحي بالقليل من حرياتك بدل أن تخسر حياتك أو حياة من تحب. عناصر أخرى تنبثق مباشرة من الرأسمالية: صنم السلع والمال المعبود: الاستهلاك والجنس والمال الظروف الاجتماعية “المتوافقة مع السوق” العمالة غير المستقرة قطاع منخفض الأجور؛ التشريعات الضريبية؛ القانون الجنائي إنتاج اللامبالاة من شدة القلق بشأن كسب لقمة العيش. التهديد بالبطالة تحت رحمة الظواهر والتطورات الفنية والاقتصادية التي تسهم في أصلها في التطور البشري، ولكن يتم استخدامها كأسلحة لخلق مناخ الأزمة “الرقمنة، الأتمتة” الإجبار على التحسين الذاتي والتكيف مع المعايير (التوافر والمرونة) متناسين أن العمل وسيلة تتكيف مع حاجات البشر وليست غاية يكيف لها الإنسان نفسه. إن صناعة تغبيش الوعي برمتها لا تعمل فقط على إنكار العلاقات الطبقية القائمة، ولكن تعمل لجعلها غير معروفة أساسا. ويتم نقل هذه الأساليب إلى حد كبير عبر وسائل الإعلام أو الوسائط، وأنا لا يسعني إلا أن أقدم عبر مقالات يتيمة بعض زوايا النظر التي قد تساعد في كشف تلك الأساليب. • إدارة الرأي، إدارة الانتباه • إدارة الغضب • أثر الصدمة • العلم في خدمة المتحكم به إدارة الرأي وإدارة الانتباه: النقطة الأساسية هنا هي لفت الانتباه إلى أشياء معينة وعزل انتباهك عن أشياء أخرى أهم، وتحديد الخطاب الاجتماعي من خلال التكرار المستمر حيث يتم ترديد بعض الجمل لتصبح حقائق سياسية رغم عدم صحتها أو لتصبح شعارات. اختيار ما هو موضوع وما هو ليس كذلك مثال جعل الحقائق غير مرئية تقرأ في الأخبار (مجموعة من المهاجرين غير الشرعيين غرقوا في البحر الأبيض المتوسط بسبب انقلاب المركب المزدحم بهم) من هذا الخبر يتم شحن البعض ضدهم بأنهم غير شرعيين، ويتم شحن المتعاطفين معهم ضد المهرب الجشع الذي شحن المركب فوق طاقته، ولكن لن ينظر الغالبية إلى قوانين الهجرة التي منعت سفرهم بالطرق الأمنة ولا إلى الظروف التي أجبرتهم على الهروب من أوطانهم. الإخفاء: على سبيل المثال – الاستعانة بالأطباء الكوبيين ؛ حيث يتم حجب المعلومات الأساسية والسياق، خاصة في أحداث زمن الحرب؛ والجوائح ينسى الناس تقصير الانظمة في بناء بنية رعاية صحية جيدة ويركزون في جنسية الأطباء الكوبيين المتطوعين للخدمة قليل من المدح لا يضر طالما ينسي الجموع حقيقة استحقاقهم لبنية تحتية مناسبة لنظام الرعاية الصحية في دولهم. الصياغة: على سبيل المثال على سبيل المثال: الحاكم والديكتاتورية؛ يتم تصوير الانقلابيين على أنهم مقاتلون من أجل الحرية. نشطاء خبراء؛ “الحرب على الإرهاب” – وليس الحرب على العراق لنهب مواردها، وامتهان بلد وشعب؛ وخلق سوق لمصنعي السلاح في الغرب. التكرار، ويفضل أن يكون ذلك في الروابط: على سبيل المثال تجد في الأخبار الأجانب المجرمين؛ عصابات النيقرز (ربطها بلون ونوع واثنية معينه)، وأيضًا: غمر وإغراق الميديا والإعلام الرسمي والشعبي بأشياء غير مفيدة أخبار من العائلة المالكة؛ طلاق ممثلة مشهورة؛ فضيحة لاعب كرة قدم. إدارة الغضب: تحتاج إدارة الغضب أيضًا إلى التخطيط الجيد من ناحية ، يتعلق الأمر بكبح الغضب الجماهيري تجاه الحكومات الصديقة – يثور الإعلام تارة ضد جارة في إشكال حدودي متناسيا جارة أخرى لديها نفس الإشكال الحدودي معنا هنا المحدد ليس الحق في الأرض وإنما إدارة الغضب نحو مصالح معينة – ومن ناحية أخرى حول تأجيج الغضب ضد الحكومات التي لا تحظى بشعبية أو لكره شعوب أخرى، الفيروس من المختبر في ووهان، خطر الحرب النووية من بوتين الشيوعي، الغضب من الجنجويد فقط وخلق درع الوطنية للشرطة والجيش اللذان يتساويان في انتهاك حقوق المواطن السوداني مع الدعم السريع. أثر الصدمة إنه من أجل قبول الإجراءات الحكومية ضد جائحة كورونا، كان على بعض الدول تحقيق “أثر الصدمة”، حيث تم التركيز على توضيح تأثيرات محددة للمواطن، على سبيل المثال، ماذا تفعل إذا اختنق أحد أفراد أسرتك من الألم بسبب عدم وجود مكان في المستشفى “الاختناق أو عدم الحصول على ما يكفي من الهواء هو الخوف الأساسي للجميع”. وتسمى هذه الطريقة “الدفع عبر تأثير الصدمة”، الهدف هو التأثير على سلوك الناس بطريقة يمكن التنبؤ بها دون اللجوء إلى المحظورات أو القواعد أو الحوافز الاقتصادية. يهدف هذا إلى خلق القبول وتجنب الرفض التفاعلي للتدابير الحكومية يجب أن يكون التفكير انعكاسيًا ويجب تحفيز السلوك الراسخ. العلم في خدمة المتحكم به: “علم الخداع” هو عنوان ورشة عمل عام 2003 من قبل وكالة المخابرات المركزية والجمعية الأمريكية لعلم النفس (APA). كان الموضوع: كيف يمكن خداع السكان بشكل أفضل “لأغراض الأمن القومي”. مثال آخر: اللجنة الثلاثية، التي تأسست عام 1973 بمبادرة من ديفيد روكفلر ، تعتبر نفسها مؤسسة فكرية تقدم المشورة للسياسيين ينتمي إليها نحو 400 من كبار رجال الأعمال والسياسيين يمكنك البحث عنها في الانترنت للاستزادة يمكن مشاهدة الأعضاء الحاليين على ويكيبيديا وحين يطالب البعض بعمل كيانات اشتراكية سلمية عالمية يتم محاربته بمصطلحات تصدير الثورة أو خلق البلابل أو دعم التطرف. وللرافضين لنظرية أن اللجنة الثلاثية لا تعدو اهتماماتها اقتصادية بحتة للولايات المتحدة وأوروبا واليابان فليراجعوا تقرير أزمة الديمقراطية: حول حكم الديمقراطيات وهو تقرير عام 1975 كتبه ميشيل كروزير وصمويل ب. هنتنغتون وجوجي واتانوكي للجنة الثلاثية. وفي نفس العام، أعيد نشره ككتاب من قبل مطبعة جامعة نيويورك. لاحظ التقرير (الحالة السياسية للولايات المتحدة وأوروبا واليابان) ، ويقول إن مشاكل الحكم في الولايات المتحدة “تنبع من إفراط في الديمقراطية”، وبالتالي يدعو إلى “استعادة هيبة وسلطة مؤسسات الحكومة المركزية”. ويعمل التقرير كنقطة مرجعية مهمة للدراسات التي تركز على الأزمة المعاصرة للديمقراطيات. الاقتباس: “إن حيوية الديمقراطية في الستينيات، كما انعكست في زيادة المشاركة السياسية، طرحت مشاكل للحكم في السبعينيات”. الاستنتاج: “القيادة الفعالة لنظام سياسي ديمقراطي تتطلب درجة معينة من اللامبالاة وعدم الاهتمام من جانب الأفراد والجماعات “. تقرير: أزمة الديمقراطية، 1975. لقد اجتهدت في هذه السلسلة من المقالات أن أعطي لمحة موجزة عن الجهود التي تبذلها الطبقة الحاكمة لضمان بقاء أفكارهم هي الأفكار المهيمنة، حتى لا يرى المظلومون الآليات ولا يناضلون معًا من أجل مصالحهم. عندما نرى أشخاصًا يتعرضون للأكاذيب والخداع والتشابه الأيديولوجي، وهم مدمرون جسديًا ونفسيًا، ومذلين ومحتقرين، فلا يمكن إلقاء اللوم على المظلومين…. يجب أن يكون الجهد مركز حول التعرف على ما يربطنا كبشر، والاعتراف بمصالح الطبقة وبالتالي خلق الوعي. يقول بيرتولت بريخت في قصيدته مدح الديالكتيك: ” من أدرك حقيقة وضعه فكيف يمكن إيقافه؟ إن المهزومين اليوم هم الفائزون بالغد “ من المفارقات المحزنة أن نقول باختصار: إن كان يوجد شيء واحد في عصرنا الحالي يجعل الرأسماليين قدوة هو وعيهم الطبقي.

 https://www.medameek.com/?p=104717…جميع الحقوق محفوظة لصحيفة مداميك، لقراءة المزيد قم بزيارة

Table of Contents

Share in

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp
Email
Related Post